آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 9:08 م

أنا متلون نفعي.. أقر وأعترف!!

زكي بن علوي الشاعر

زرت البارحة مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار - حفظه الله تعالىٰ - لأرى الأستاذ عبد الباري إلدخيل؛ لأني أحبه، وأعده أخًا، وأحبه أكثر مما أحب أخًا لأب وأم؛ بل إنني أحب الاستماع إليه، وأستمتع بالنظر إلىٰ وجهه، وسبحان رب الجمال الذي من عليه بجماله!!

فوجئت بأحد الحاضرين «الأستاذ عيسىٰ إلعيد»، وهو ممن أحبهم؛ ولٰكني أحب «عبد الباري» أكثر، وأراه أجمل وأكمل...

... فوجئت بأخي الحبيب: الأستاذ عيسىٰ يقول:

- لا تطلع!! الشيخ يمباك!

- أي شيخ؟!

- كم شيخ عدنا؟! شيخ حسن.

- ويش يمبىٰ مني؟!

- ويش دراني؟!

- الله يستر!!

أقبل الشيخ، ودخل علينا، وقال:

- تفضلوا سيدنا! أريدكم على انفراد!!

- بخدمتكم شيخنا!

وهٰذا مختصر ما دار بيني وبينه:

- سيدنا! الصراعات الفكرية لا تنتهي بموت تيار وفنائه، ألبتة! ولٰكن الأفكار والتوجهات تطفو يومًا، وتنطفئ يومًا آخر.

وصار يضرب أمثلة تاريخية، ويستشهد بآيات قرآنية، وأحاديث وروايات عن النبي وآله - صلوات الله عليهم -... ثم قال:

- قرأت مقالك «حب الحسين أجنني»، فوجدت أنك قسوت علىٰ من رددت عليهم كثيرًا، وأنا أربأ بمثلك «!!» عن أن تؤجج حربًا بينك وبين أبناء بلادك!!

- شيخنا! هٰذا التيار يعيد البلد إلى الوراء عقودًا، وفيه موجات تجهيل!!

- ما يخالف!! لٰكن لا تهاجمهم، ولا تشن عليهم حربًا؛ فإنهم أبناء وطننا، وديننا، ومذهبنا.

- شيخنا!

- أرجوك «!!» سيدنا! هٰؤلاء أعزة علينا، وليس في قلبي شيء عليهم، مهما قالوا!! وأنا أرجو وأطلب منك «!!» التفرغ للبحث العلمي، والقضايا اللغوية: مما هو من فنك، ولا أود لك - وأنت ابن قريتي - أن تضيع وقتك في صراعات فكرية، مع أبناء وطنك!!

وعدته بألا أعود لكتابة نقد ساخر يوجع أحدًا من أبناء وطني، فشكرني، وأثنىٰ علي بما لست له أهلًا، في أدب رفيع، وخلق عظيم.

بلغني اليوم - قبل أذان الظهر - أن بعض «الكروبات الواتسية» تتناولني، ويقال فيها ويكتب:

هٰذا متلون، نفعي، مادي؛ اللي يدفع له يمدحه، واللي ما يدفع له، يهجيه!!

يا سبحان الله!!

لم أعلم أنني منافق، إلا اليوم!!

ولم أعلم أنني متكسب بشعري ونثري، مرتزق لا مبدأ لي، ولا ذمة، دين، ولا ضمير، إلا اليوم!!

إنني أزور جميع علماء بلادي؛ أزور أبي: الشيخ عبد الله الخنيزي، وأزور الشيخ علي آل محسن، والشيخ مهدي العوازم، والشيخ مهدي المصلي، والشيخ مرتضىٰ إلسليس، والشيخ عبد الكريم إلحبيل، وغيرهم.

كلهم على العين، وعلى الراس!!

كل ما أريد قوله:

أخشىٰ على بلدي «القطيف» من التمزق والتشرذم، وأخشىٰ أن نعود إلى الثمانينات التي رمىٰ بعضنا بعضًا، وألقىٰ بعضنا بعضًا، في «لِضلوع ولِشروب ولِسدود»، و«شلخ وفتق» بعضنا «روس» بعض ب «لِحجاره والبيبه»، وسب بعضنا بعضًا، وقال: تف عليك، وعلى اللي تقلده، يا صاقط! يا منحط! يا سافل! يا واطي ابن الواطي! يا اسفل! يا بيعار!!

كل ما أطلبه أن نتفاهم؛ تعال - يا شيخ حسن! - وانت يا شيخ علي! ليش تقولوا كذا؟! وليش قلتو هالشكل؟!

أهٰذا صعب؟!

آلشيخان: إلمحسن والصفار بعبعان في قمقم أو قمقمين؟!

الشيخان ليسا فوق المحاسبة، وهما - وجربوا زيارتهما والاقتراب منهما - متواضعان، حنونان، عطوفان، حييان.

أما كوني نفعيًّا متلونًا ماديًّا، فأنا أحب «لِفلوس» واجد، وجمعت فلوس واجد، وعندي فلل، وعمارات، وأرصدة؛ لٰكن كلها باسم مرتي، وأسامي اولادي، عن لا أحد يحسدني!!

لا يستطيع أحد أن يشتري هٰذا القلم!!

أنا أثني علىٰ من أراه للثناء أهلًا!!

أثني على الشيخ عبد الله الخنيزي؛ فإنه أبي ومعلمي، ولولاه - أيده الله! - لما كنت، ولما كان عندي ما عندي، وكذٰلك أبي العظيم: الأستاذ الشيخ محمد سعيد الخنيزي، متعنا الله بأنفاسه.

أثني على الشيخ مهدي المصلي؛ لأني أراه أعلم من في القطيف والأحساء، ولا آخد ولا أعطي في هالراي، وماحد له شغل!!

أثني على الشيخ علي إلمحسن؛ لأنه عالم كبير، ولأن من مثله تؤخذ الأخلاق عملًا، لا نظرًا وادعاءً.

أثني على الشيخ مرتضىٰ إلسليس؛ لأنه عالم، ولأنه رجال من ضهر رجال.

أثني على الشيخ منصور الجشي؛ لأنه عالم، ولأنه نشمي وأجودي.

كل هٰؤلاء أبناء وطني، والطير يصرخ: وطنييييييييييييي!!

فهمتو؟!

ولوما شيخ علي وشيخ حسن نهوني عن مهاجمتكم، كان قلت ليكم: يا.....!!

علىٰ راسي كلكم، من فوق!!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
عبدالباري الدخيل
[ جزيرة تاروت ]: 29 / 10 / 2021م - 12:28 ص
أحبك الله الذي أحببتني فيه
وحفظك وأسعدك
2
سيد زكي الشاعر
[ القطيف ]: 29 / 10 / 2021م - 7:32 ص
ولا دين
3
نقاء السماء
[ تاروت ]: 29 / 10 / 2021م - 11:24 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذراً سيدنا
أصل الموضوع ( وعذراً مرة أخرى ) ليس ذي قيمة ، بل ربما ضرره أكثر من منفعته ،
واختيارك لألفاظ أقل ماتُوصف بأنها ( صبيانية ) إن لم نقل ( سوقية ) ليس مما يُليق أولاً بك كأنسان متدين وكبير ومتفقه في أصول الحديث ، ولا تُليق بالصحيفة الموقرة ثانياً ، والقارئ ثالثاً .
ليس كل مَنْ أمسك بالقلم وخط كلمات ( كيفما كانت ) غدا كاتباً .
4
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 29 / 10 / 2021م - 4:50 م
نصيحة من أخ صغير: لا تكتب بالعامية!