آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

مع الشيخ علي آل محسن «2»

زكي بن علوي الشاعر

كتبت الحلقة الأولىٰ، من «مع الشيخ علي آل محسن»، وكانت نيتي، وكان عزمي أن أكتب عدة حلقات عنه - أيده الله بتأييده! - ولٰكن سماحة آية الله:... - أظلني الله بظله العالي! - نصحني «وهو الفقيه الحكيم الناصح المؤمن الخير»، بعد أن علم بما عزمت عليه، بألا أكتب تلكم السلسلة، وليس لي إلا السمع والطاعة؛ إذ لا أخفي عليكم أني باقٍ علىٰ تقليد السيد الخوئي، مستندًا إلى الشيخ الفياض؛ ولٰكن هٰذا الشيخ فقيه، والراد علىٰ فقيه راد على الله.

ذكرت وأشرت إلىٰ أن الشيخ إلمحسن يحسن فن الاستماع والإصغاء، أكثر مما يحسنه كثيرون، وهٰذا من أسرار عظمته ونجاحه؛ بل إنه من أسرار عظمة الإمام الخوئي؛ بل الإمام الخنيزي، وغيرهما من العظماء.

ونصصت علىٰ أن الشيخ - أيده الله ونصره! - يعطي الخبز لخابزه؛ فلأذكر لكم أمثلة وشواهد، علىٰ ما أقول!!

1 - ذكرت للشيخ عام 1429 هـ  أنه أخطأ في كتابة بيت من الشعر، في أحد كتبه، وقلت له ممازحًا: لا أصلح لك كتابة هٰذا البيت الذي فر من إصلاحه الشيخ المجلسي في بحاره، وعلماء وأدباء عراقيون معاصرون، وسماحة آية الله: الشيخ عبد الله درويش، وغيرهم وغيرهم، كالسيد جعفر مرتضىٰ، إلا ب «فلوس»، مو «ببلاش»!!

قال: قل، وأنا أقدر كم «يسوىٰ»؟!

- وجه البيت:

إذا شئتَ - إن تخترْ - لنفسك مذهبًا

... البيت!!

لا أن تزعم أنه: أن تخترْ، وتعلق عليه بحاشية طويلة عريضة!!

ولك أن تدرك التقدير والإعراب، بعدئذ!!

- وجه وجيه!! ولٰكني أشتريه، بمئة ريال!!

- حسبي الله عليك - يا شيخ!! - بيت يفر من إصلاحه كل من ذكرتهم تشتري إصلاحه بمية ريال مو بفلافة آلاف إدا مو خمسة يا بخيل!!

ويضحك الشيخ ويضحك ويضحك؛ هذا موقف له.

2 - سألني سماحته: أي المذاهب ترتضي في كتابة التنوين بالفتح؟! فأجبته، وطال بيننا الحوار في المذاهب الإملائية الأربعة، بخصوص كتابة ذٰلك الرسم؛ ولٰكني أكتب في «جهينة» سلسلة في الإملاء، فلأرجئ الرأي الذي اتفقنا عليه - أنا وسماحته - إلىٰ ثم!!

3 - سألني: أي مذهب من المذاهب الإملائية تختار وتكتب به: العراقي أم المصري أم الشامي؟! فأجبته جوابًا طويلًا خلاصته: مذهبي ملفق، وأرجئ هٰذا أيضًا إلىٰ حين!!

أريد أن أختم - وقد أطلت وأمللت - أن ابني الأكبر مضىٰ معي إلى الشيخ، وقد كان صغيرًا يومها، فتناولنا بعض مسائل اللغة.. وعندما خرجنا، لم يفهم ابني الصغير آنذاك: ما الذي جرىٰ؟! فقال:

- أبويي!

- خلف أمي وأبويي!

- أول مرة أشوف شيخ يسمع كلام واحد، وكأنه تلميد، وهالواحد أستاده!!

- حبيبي!! هٰدا عالم كبير، ومجتهد فقيه؛ ما يقلد!! لٰكن العالم يستمع وياخد ويعطي!! العالم مو هو اللي ما يخلي أحد يتنفس!! سمعت خلف امي وأبويي؟! باچر تكبر وتفهم.

وأخذته، وضممته إلىٰ صدري!!