آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

وعادت رهبة الاختبارات

عاتكه شبيب

انصرم عامان منذُ أن فارق طلابنا شبح أيام الاختبارات الرهيب حيث كان الطالب يذاكر المعلومة من الكتاب فيجد نفسه في اليوم الثاني وحيدًا يستدعي ماتم تخزينه في غرف المخ يطرق الأبواب لعل المعلومات تفتح له الأبواب أو النوافذ فيسكبها على ورقة الاختبار بدون مساعدة من أحد أو بدون العودة للكتاب.. وكان هذه هو التحدي الجاد لمدى حفظ وفهم واستيعابه للمنهج.. لحظة حاسمة أن تستدعي كل المعلومات المخزنة في دماغك أمام أسئلة قد تستطيع الاجابة عليها وقد تفشل في تذكرها.

لكم عقدت من ندوات ومحاضرات وكُتبت مقالات لمساعدة طلابنا على أهمية الاستعداد الى الاختبارات وتوجيههم الى الاهتمام باجواء المذاكرة من التركيز وتنظيم الوقت والتغذية وتجنب السهر والحذر من التوتر والقلق واضطراب القلب وخفقانه بشدة، فهذه الحالات النفسية وحدها كفيلة بأن تجعل المعلومات هباءًا منثورة في يوم الاختبار..

عادت رهبة الاختبارات بعد أن مرت بظروف هادئة وميسرة عبر تلك المنصة الأكثر راحة واطمئنان إلى الطلاب لتوفر وسائل المساعدة معهم أثناء الاختبار.. ولسهولة نقل إجابات الأسئلة بينهم عبر القروبات في الوات ساب..

كم كانت صدمتهم شديدة، بعد تأكيد وزارة التعليم على أن يكون الاختبار حضوريًا.. التقطوا أنفاسهم رُعبًا واتسعت أعينهم ذُعرًا وتذمروا وغضبوا وارتعدت فرائصهم خوفًا على مستواهم الدراسي خشية أن يتدهور أو يخفق البعض في المواد الصعبة..

كان الله في عون طلابنا في استيعاب الصدمة المفاجئة لهم وذلك بالصبر والتحلي بالشجاعة والإصرار وتنشيط ذاكرتهم في حفظ وفهم المنهج ونسأل الله أن يوفقهم في تلك اللحظات المُجهدة إلى نفسياتهم وأجسادهم..

ان رهبة أيام الاختبارات وقاعة الامتحان وورقة الأسئلة عادت إلى حياة الطلاب بعد رفاهية المنصة ودلالها... وعاد معها أيضا توتر الأسرة وقلقها وفرض حالات الطوارئ..في كل منزل لديهم طالب يؤدي الاختبار.