آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

عادي …!!

عفيفة علي

بالأمس كنت أطهو طعام الغداء وأنا ممتعضة من الجلبة التي سيخلفها إعداده.. ثم ما إن انتهيت من الترتيب والتنظيف حتى أسارع إلى تبخير المكان.. وكم كنت أرى هذا جهدا إضافيا وعملا أتمنى لو يقوم به أحد عني..

بالأمس كان يزعجني عراك طفليّ ساعة.. وصوت التلفاز العالي ساعة أخرى.. ونقاشي الطويل مع ابنتي حول تغيير لون شعرها ثالثة..

بالأمس كنت أرى غدائي الذي أطبخه بيدي عادي وترتيبي لمنزلي عادي وجلوسي مع عائلتي لتناول الغداء ثم لشرب الشاي عادي..

ولعب أطفالي معا عادي.. ولعب أطفالي بعيدا عني بأجهزتهم لوقت ما عادي وأدائي للصلاة وتلاوة وردي اليومي عادي وإعدادي للعشاء عادي.

كلها كانت نعم جمة كثيرة وكبيرة وعظيمة إلا أني اعتدتها حتى ما عدت أشعر بعظمتها..

وجاءت فترة إصابتنا بمرض مع بداية دخول فصل الشتاء.. مرضنا كلنا.. من أصغر طفل إلى رب الأسرة بما فيهم أنا..

طوال يوم كامل كنت طريحة الفراش لا أنهض إلا للذهاب إلى الحمام وكنت أتناول الدواء والعصير في فراشي والقلق حول أبنائي وحالهم يقض مضجعي.

كنت أنظر لهم لأجدهم نائمين طوال اليوم لا يسألوني عن طعام الغداء أو العشاء بإلحاح كما يفعلون لا يفتعلون المشاكل ويتعاركون..

لقد اشتقت حينها لحياتنا العادية جدا وسألت الله مرار ان يعيدها لنا وعاهدته أن أكون حامدة شاكرة على الصغيرة قبل الكبيرة من النعم.. ورغم علمي أني قاصرة عن الإحاطة بكل شي ولكني سأسعى لحمده وشكره وأدعوكم لأن تستشعروا عظيم نعم الله وكل نعمه عظيمة..