آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 11:29 ص

حمزة قاسم قصة ملهمة

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

في حياة كل إنسان لحظات إلهام يمكن تذكرها، والخبرة الإنسانية العامة تشير إلى وجود تلك اللحظات الإلهامية في حياتنا، وكثير من الابتكارات والإنجازات الخالدة على مر العصور كان مصدرها «الإلهام».

يقول «أديسون» حين سُئل عن العبقرية: «إنها 1% إلهام و99% عرق جبين» أستأذنكم اليوم أن أنقل لكم اليوم أحد أهم قصص الكفاح السعودية التي تستحق أن تُزيّن صدر الوطن بقلائد الإبداع الذهبية والتي تمنحنا - أو هكذا يجب - الشعور بالفخر والسعادة لشبابنا السعودي.

القصة باختصار شديد أنه قبل عدة أيام، وفي أثناء تصفحي لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لفت نظري شاب سعودي يكتب عنوانا في موقعه الخاص «الحكاية بدأت 2017/‏01/‏03»، صاحب القصة هو الشاب الجامعي حمزة قاسم خريج كلية السياحة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد بدأت ملامح حكايته مع تخصصه الدراسي منذ أن كان في مرحلته الثانوية، أي كان عمره حينها 16 عامًا، أخذ يفكر بينه وبين نفسه كيف أستطيع الاعتماد على نفسي؟ ثم ما لبث إلا أن بدأ يبحث عن وظيفة، وفعلا وجد وظيفة في أحد مطاعم الوجبات السريعة وعمل فيها حتى تخرج من المرحلة الثانوية، كان حمزة مستمتعًا بعمله في المطعم ويظهر ذلك من خلال الصور التي كان يلتقطها مع زملائه حينذاك، حيث كان ملتزمًا بوقت الدوام وقد حصل حينها على شهادة موظف الشهر، ويبدو أن عمله في المطعم كان شرارة شغفه فكان يتساءل ما هو التخصص الجامعي الذي سأستمتع به أثناء دراستي؟ فوجد أن الضيافة وخدمة الزوار والسياح قريبة إلى قلبه فاختار تخصص السياحة، لم تنته حكاية عمله بدخوله قاعة الجامعة قرر حينها أن يبحث عن عمل أثناء دراسته الجامعية فقدم على أحد الفنادق في جدة وتم قبوله في خدمة الغرف، وهنا يقول حمزة بلهجته الحجازية البسيطة «الحمد لله كان الشغل مرا حلو لأنه كان عاجبني وكانت تعدي عليا قصص وأشياء جدا جميلة، فمن ضمن الأشياء الجميلة والذكريات الحلوة خدمتي للضيوف ال VIP والمشاهير والمغنين، يعني كل يوم كانت تعدي عليا قصص جميلة ما قلت لكم الشغل عمره ما كان عيب، الله يكرمكم كنت أنظف الحمامات وأرتب الأسرة واشتغلت في كهرباء الغرف، وكان كثير من السعوديين لما يعرفوا إني سعودي ينصدموا ويجلسوا يدعو لي ويدعموني، كنت في المطعم أقطع بصل وأعجن وأعمل حلويات تخصصي جدا ممتع، وما فيه أي شيء عيب أو محرج، الحمد لله تم تكريمي في الفندق وكنت متميزا في شغلي لأني كنت أحب شغلي مرا وتخصصي الحمد لله».

وقد لفتني حمزة بكلمة يرددها في سرد قصته وهي «أحب شغلي وتخصصي» وهي في نظري السر في قصة نجاح حمزة، لم ينظر كغيره من الشباب كم سأجني من راتب ومن مال، بقدر ما كان يستمتع بتجربته، بدليل عندما كان في الثانوية يستمتع بعمله اختار تخصصه بكل بساطة ولم يكن محتارًا، وكذلك تم قبوله بكل سهولة يبدو أن التوفيق كان يتعامل مع الشاب لشغوفه بطريقة مختلفة، كونه ينظر لعمله كرسالة العطاء في الحياة، وهنا يقول حمزة «ودخلنا في موجة الكورونا وزي ما أنتم عارفين تم الاستغناء عن نص الموظفين، بس الحمد لله أنا كنت من الموظفين المتميزين وكملت معاهم وكانت تجربة جدا حلوة ورهيبة في نفس الوقت».

حمزة اليوم تم قبوله بعد تخرجه في الجامعة في أفضل فنادق العالم فئة الخمسة نجوم.

ختاما أقول: قصة حمزة قاسم ليست مجرد قصة عابرة، بل هي قصة تدعو إلى الفخر والإعجاب لشاب سعودي آمن بقدراته، ولم تعقه ثقافة العقل الجمعي على أن يستثمر في مواهبه.