آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 10:08 ص

آل نويس.. جيل الطيبين

عبد الرزاق الكوي

﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

ببالغ الأسى والحزن تلقيت رسالة الأخ العزيز حسن علي نويس بوفاة والده العم الحاج علي نويس، فقيد جزيرة تاروت، هذه الشخصية النبيلة الطيبة الخلوقة المتواضعة، كان مثال لمكارم الأخلاق، الصفات الطيبة المتكاملة يحزن لفراقها وتوجد في القلب حسرة وفي العين دمعة من جيل الطيبين، فرغم هذا هو حال الدنيا ووفد على رب كريم، فقد عمل جادا على تربية نفسه وتكامل شخصيته استعدادا لهذا اليوم من المؤمنين الذي يشار لهم بالبنان، فعند اللقاء به بالكاد تسمع صوته يمسك بيدك ولا يتركها إلا بعد السؤال عن الوالد والوالدة والإخوان والخالة يشعرك بأنه فرد من أفراد عائلتك وليس صديقا للعائلة، وانت فردا من أفراد عائلته هذه الأسرة والعائلة الطيبة، هذا الصوت الذي يكاد لا يسمع حين الحديث معه تسمعه في مجالس الإمام الحسين يعلو صوته بالبكاء، خشوعا وحبا وتفانيا، هنيئا له كل تلك الدموع التي سكبت حبا لأهل البيت ، وهي نور تنير دربه في الحياة الآخرة، ومع دعوات المحبين أن تشمله رعاية من أفنى حياته في حبهم وحضور مجالسهم، فالكلمات تعجز عن الإيفاء بمحب الحسين ، يكفي أن ذلك الحب زاده نورا وإشراقا ومحبة من الجميع وهذا ما شوهد في الجمع الغفير في ليلة تشييعه، عاش محبا للحسين وأنجب أبناء على خطاه يتواجدون في إحياء مناسبات أهل البيت على مدار الأيام والعادات الحسينية، هنيئا لهم بهذا الأب وهنيئا للفقيد الغالي هؤلاء الأبناء، سيبقون يخلدون ذكرى الراحل بطيب خلقهم وتواضعهم وابتسامتهم، جعلهم الله تعالى السائرون على خطى والدهم، فقد ورث لهم طيب الأخلاق فكما ارتقى العم الغالي بمكارم أخلاقه يعرف من خالط أبناءه هذه السيرة الحسنة.

رحمك الله العم الحبيب يا صاحب الابتسامة الصادقة والقلب الحنون، والعلاقة الفاضلة، اليوم قلوب محبيك تلهج بالدعاء أن يرحمك الله ويسكنك الفسيح من الجنان وفي حفظ وبركات وشفاعة الإمام الحسين

ساعد الله تعالى أبناءك وأسرتك لوعة الفراق والهمهم الصبر والسلوان، فالفقيد فقيد جزيرة تاروت وهو ابنها البار، هذه الشخصية يفتخر بوجودها ومعرفتها، حق الفقيد أكبر من كلمات متواضعة، بل هي كلمات من محب عرف مكانة هذه الأسرة والعائلة الكريمة يشاركهم مصابهم الجلل خفف الله عنهم ألم الفراق، جعل الله مثواه في حضرة أهل البيت .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا ابو سرير
[ تاروت ]: 18 / 3 / 2022م - 6:06 م
أحسنت واجد القول استاذنا العزيز، وبالفعل المرحوم الحاج أبو حسن كان شمعة إيمانية بما تحمله هذه الكلمة من معنى، ومازلت ذاكرتنا تختزل تلك الذكريات الحسينية في حسينية الشايب مع الخطيب المرحوم ملا عبد رسول البصارة رحمه الله برحمته الواسعة و المرحوم كان يلبسها ثوب الحزن بدموعه وصرخاته الحسينية الطاهرة " يا حسين" بهذه المشاعر الصادقة نصرخ معه " يا حسين" ودموعونا تهطل كالمطر ، وبكل صرخة منه كنا نشعر اننا قد شاركنا رسول الله ( ص) في مواساته مصيبة ابنه سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين عليه السلام..
رحم الله الفقيد السعيد برحمته الواسعة وحشره مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعظم الله أجوركم و أجورنا والفاتحة المباركة على روحه الطاهرة..