آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

الحاج سعيد علي مرار

صالح مكي المرهون

رجل المبادرات الخيرية والإنسانية رحمة الله عليه ومن بعده أولاده أصحاب المبادرات الخيرية

الحاج سعيد علي مرار رحمة الله عليه عميد أسرة آل مرار ومن بعده أولاده الكرام نهجوا نهجه، فأكملوا مسيرة العطاء في فعل الخير الإنساني ومساعدة الضعفاء، متحلين بحسن المعاملة والخلق الرفيع المستوى.

من العوامل المهمة في ارتقاء العمل الخيري والإنساني، الجماعي والفردي كماً ونوعاً، هو جودة تفاعل أفراده عبر مبادرات ذاتية تدعمه بكل جهد فكري إبداعي ينضج لدى صاحبه، ثم يتحول بالمبادرات والتسابق إلى مشروع خيري وإنساني والتسابق إلى فعل الخير المثمر، وهذا الرجل رحمة الله عليه وأولاده من بعده أصحاب مبادرات إنسانية وخيرية وأصحاب أيادي بيضاء.

المبادرة لغة: هي المسابقة والمسارعة على فعل الخير الإنساني.

المبادرة الخيرية اصطلاحا: هي المسابقة على الخير، فكرا أو قولا أو فعلا، ناتجة عن انفعال ذاتي.

الحاج سعيد علي مرار كان سباقا لفعل الخير، ومن بعده أولاده يتسابقون على فعل الخيرات، ودعم الضعفاء والمحتاجين، ودعم لمسجد الحمزة بالناصرة جزاهم الله خير الجزاء وهذا ليس بغريب على هؤلاء المؤمنين الذين يعملون الخير من دون مقابل كما كان يعمل والدهم رحمة الله عليه، وهذا العمل يترجم إلى عمل مثمر لصالح الأمة ولصالح فاعل الخير المبادر نفسه.

إن منهج الشريعة الإسلامية وشريعة أهل البيت في بناء الشخصية يدعو إلى المبادرة الخيرية والإنسانية والتسابق إلى الخير وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات .

فكثيرون يتحركون وفقا لما تمليه عليهم الظروف، أما السباقون فتحركهم القيم والمبادئ المنتقاه التي تتشربها نفوسهم وأصبحت جزءا من تكوينهم.

ولكي يكون المرء سباقا للخير يجب أن يعمل على تغيير الظروف، ولكي يكون مبادرا عليه أن يسأل نفسه: هل تنبع تصرفاتي بناء على اختياري الشخصي حسب ما تمليه علي مبادئي أم بناءًا على وضعي ومشاعري والظروف؟ فالإنسان المبادر للخير تكون له مساحة من الحرية في اتخاذ القرارات المناسبة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا يا أيها المؤمن كن مبادراً إذا استطعت لئلا يسبقك إلى الله تعالى أحد، كن مبادرا للخير، معطاءًا في القول والفعل، كريمًا في السجايا، ولا تدع الخير يبادر إليك بل اسبقه وبادر إليه، سواء كان ماديا أو معنويا، وقد جعل الشرع الإسلامي «أي شريعة محمد وآل محمد عليه و»، إطارا عاما للمبادرة والمسابقة الشرعية ألا وهو «القدرة» فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن الله يريد من الناس العمل الدؤوب المتواصل بعزيمة وإرادة لا تلين والسعي الدائم للتفكير الإيجابي الذي ينتج عملا.

وقد ربط الإسلام بين المبادرة الإيجابية والفتن المترصدة للإنسان فقال الرسول الأكرم محمد ﷺ: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»، فالعاقل لا يفرط في مساحة العافية المتاحة له، زمنا ومكانا وإمكانيات.

فمن أسس موقعا إعلاميا في أمة لا يسمع لها صوت ولا تبث لها شكوى، كان سباقا للخيرات.

المبادر هو ذلك الشخص الذي يتميز بالإيمان وبالهمة العالية، بالبحث عن السعادة الإيمانية المكللة بالنجاح مهما كانت الصعاب، لا يكل ولا يمل من أجل تحقيقه، ومن أجل رضا الله، بعكس الإنسان المقلد الذي يقف دائما في موقف رد الفعل للخير، فهو دائما مهزوم وخسران.

وهذا الرجل الخيري مع أولاده يعطونا الأمل بأن نحظى بأشخاص يعملون الخير بدون ملل أو كلل.

اللهم اجعلنا من الفاعلين للخير إنك سميع مجيب.