آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

حادث صفوى المروّع من منظور السلامة

علوي آل ماجد *

أولا، عظم الله لنا جميعا الأجر في مصاب الإمام علي ، والذي تبعته فاجعة صفوى باستشهاد 4 من أفراد عائلة الملا الطيبين، حشرهم الله في جنات النعيم مع أمير المؤمنين .

ثانيا، لن أتحدث هنا عن تعاطي المجرم للمخدِّرات وارتكابه الجريمة - ولكن سوف أقوم بالتعليق على النظام الذي منع العائلة من الخروج من المنزل، وهو نظام الأمان المربوط بالنوافذ، أو كما نسميه ”شباك الحرامي“، من باب علوم السلامة والهندسة البشرية.

يمكن العثور على شبك الحرامي، والمعروفة أيضًا باسم قضبان الأمان أو النوافذ، في أي نوع من الهياكل - منزل عائلة، مبنى سكني، وواجهات المتاجر. توفر القضبان علامة واضحة على أن الأمن يعمل كرادع للسطو المحتمل، وطمأنة لأولئك الذين قاموا بتركيب القضبان - كما يساهم على منع سقوط الأطفال أو خروجهم من النافذة. ومع ذلك، يمكن أن تكون قضبان السطو خطيرة أيضًا، حيث تمنع السكان وغيرهم من الموجودين في المنزل «مثلا» من الهروب في حالة نشوب حريق وتؤدي إلى وقوع قتلى وجرحى.

استنادًا إلى البيانات التي تم الحصول عليها من النظام الأمريكي للإبلاغ عن حوادث الحرائق «NFIRS» لعام 2002، يُصاب حوالي 25 شخصا أو يموتون كل عام في حرائق حيث لا يتمكنون من الهروب بسبب القضبان الغير مصرح بها «التي تم تصميمها لمنع الدخول من الخارج أو الخروج من خلالها من داخل المنزل، مثلا». القضبان الغير مصرح بها يعني أنها صُممت بشكل يمنع الدخول والخروج الكلي، فلي حال نشوب حريق لن يتمكن أحد من الدخول أو الخروج.

نظام الأمان أو السلامة «security or safety system» يجب أن يوفر الحماية للمستخدم - بمعنى أنه في حال حدوث أمر طارئ، كفقدان السيطرة على النظام أو وقوع حادث ما «حريق، أو سرقة مثلا»، يقوم النظام بتوفير الحماية للقاطنين في المنزل «قضبان النوافذ كمثال». بمعنى آخر، يقوم بتوفير الحماية لهم من دخول اللصوص ويعمل - بنفس الوقت - كوسيلة هروب أو خروج في حال حدوث أمر طارئ داخل المنزل، كالحريق مثلا. حسب الكود السعودي للحريق «فقرة 1031 - 7» فإنه“يُسمح بوضع القضبان والشباك والصناديق أو الأجهزة المماثلة لحماية هذه النوافذ بشرط أن يوجد مساحة مفتوحة كافيه في هذه القضبان لا تعيق الخروج من داخل المبنى، ويجب أن تكون هذه الحواجز قابلة للإزالة من الداخل دون استخدام مفتاح أو أداة أو قوة أكبر مما هو مطلوب للتشغيل العادي لهذه النوافذ. ”ولكن، حسب المتداول بأن الشهداء في حريق صفوى حاولوا الخروج ولكنهم لم يستطيعوا. الباب الداخلي كان مغلقا بسبب المجرم والنوافذ كانت مُحكمة بسبب القضبان الحديدية - ولم يتمكن أحد من إخراجهم عن طريق النافذة.

يتم تحقيق تدابير التصميم الآمنة بطبيعتها عن طريق تجنب المخاطر أو تقليلها من خلال الاختيار المناسب لميزات التصميم للجهاز نفسه و/أو التفاعل بين الأشخاص المعرضين للجهاز. فعلى سبيل المثال، يمكن تصميم أو استخدام قضبان حديدية للنوافذ تمنع خروج الأطفال ودخول اللصوص، ولكن بنفس الوقت لا تمنع خروج الناس من الداخل أو إنقاذهم في حال الطوارئ «لا يسعني وضع أمثلة هنا، فلو فعلت لن يظهر المنشور بشكل جيد». أو، توفير أو استخدام أنظمة حماية أخرى توفر الحماية المطلوبة ولا تشكل خطرا ملحوظا «على سبيل المثال، يمكن إزالة الحاجز من قِبل فريق الدفاع المدني أثناء عملية الإنقاذ».

قضبان النوافذ - شباك الحرامي - تسبب في وفاة الكثيرين في المملكة وخارجها. يتم وضعه إما لأسباب أمنية، لحماية مَن بالمنزل، أو لأسباب أخرى من بعض أرباب الأسر أو أصحاب المباني السكنية والتجارية. لذلك، عند اختيار نظام حماية النوافذ علينا التفكير في والنظر على المدى البعيد ووضع عدّة احتمالات - كسؤال أنفسنا ماذا لو حدث حريق لا قدر الله، كيف ستتمكن العائلة من الخروج؟ أو كيف سيتمكن الدفاع المدني من إخراجهم بأسرع وقت وبأقل ضرر؟ عند التفكير ودراسة الموضوع سوف نستطيع وضع حلول مدروسة تقلل مِن مستوى الخطورة المحتمل. أو الأفضل من ذلك، إلزام المحلات التجارية - بالقانون - بتوفير شباك حرامي بتصميم معين سبق وتم دراسته وتجربته من حيث الفاعلية والأمان.

حمانا الله وإياكم من كل مكروه، ورحم الله شهداء هذا الشهر الفضيل.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
سامي ال سيف
[ القطيف ]: 26 / 4 / 2022م - 2:18 م
كلامك صحيح 100% والمطلوب الآن من كل صاحب منزل مراجعة اجراءت السلامة وتحديثها لتوفي بالمتطلبات .
أخصائي صحة وسلامة مهنية ومهندس عوامل بشرية